شهد الربع الثاني من العام 2017 قيام عصابات إلكترونية باستخدام عدد كبير من البرمجيات الخبيثة الجديدة فائقة التطور والتعقيد، من ضمنها هجمات “يوم الصفر” واثنتين من الهجمات الأخرى الغير مسبوقة وهي: “وانا كراي” و”ExPetr”. تشير تحليلات الخبراء لآخر هجمات باحتمال تسرب الرمز التشفيري إلى أيدي القراصنة قبل استكماله كلياً، وهو وضع غير عادي بالنسبة لمهاجمين يمتلكون مصادر غنية لشن الهجمات. وقد اشتمل تقرير كاسبرسكي لاب ربع السنوي الأخير حول استخبارات التهديدات على تغطية وافية حول هذين الهجومين وغيرهما من الاتجاهات الأخرى.
شهدت الفترة من شهر أبريل وحتى يونيو تطورات ملفتة في حجم الهجمات الموجهة من قبل عصابات إلكترونية تتحدث اللغات الروسية والإنجليزية والكورية والصينية.
وقد كان لتلك التطورات تأثيرات بعيدة المدى طالت أمن تكنولوجيا المعلومات في الشركات، حيث اشتملت على هجمات لبرمجيات خبيثة متطورة تحدث باستمرار في كل مكان تقريباً حول العالم، مما أدى إلى تفاقم المخاطر المترتبة على الشركات والمؤسسات الغير تجارية من خلال تعرضها لاضرار تبعية ناشئة عن هذه الحرب الإلكترونية. كما أصبحت هجمات “وانا كراي” و”ExPetr” التي يزعم أنها تحظى بدعم من جهات حكومية وتركت آثار تدميرية على ضحاياها من الشركات والمؤسسات حول العالم، المثال الأول ولكن على ما يبدو ليس الأخير لهذا الاتجاه الجديد الأكثر خطورة.
تشمل أبرز نتائج الربع الثاني للعام 2017 ما يلي:
_ استخدمت ثلاثة أنواع من هجمات “يوم الصفر” على الأجهزة بنظام “ويندوز” في الفضاء الإلكتروني من قبل عصابتي “Sofacy” و”Turla” التي يتحدث افرادها اللغة الروسية. وقامت عصابة “Sofacy”، التي تعرف أيضاً باسم “APT28” أو “FancyBear” باستخدام هجمات “يوم الصفر” ضد مجموعة من الأهداف المتمركزة في أوروبا، بما فيها مؤسسات حكومية وسياسية. وقد تم رصد أفراد العصابة أيضاً وهم يحاولون استخدام بعض من الأدوات التجريبية، والتي كان من أكثر وضوحاً تلك الموجهة ضد أحد أعضاء حزب سياسي فرنسي قبيل الانتخابات الفرنسية المحلية.
_ حملة “Gray Lambert” – قامت كاسبرسكي لاب بتحليل أكثر الوسائل الهجومية تطوراً حتى وقتنا الراهن المستخدمة من قبل عصابة “Lamberts” الإلكترونية فائقة التطور والتعقيد والتي ينتمي أفرادها إلى عائلة تجسس إلكتروني ويتحدثون اللغة الإنجليزية. تم التعرف على سلالتين جديدتين من البرمجيات الخببيثة ذات الصلة بها.
_ هجوم “وانا كراي” بتاريخ 12 مايو وهجوم “ExPetr” بتاريخ 27 يونيو. في حين أنهما مختلفتان جداً من حيث الطبيعة والأهداف، ولكن الأمر المثير للدهشة، أن كليهما لم يكن لهما تأثير فاعل كفدية خبيثة. على سبيل المثال، في حالة هجوم “وانا كراي” فإن انتشارها السريع على النطاق العالمي وإمكاناتها العالية تضع علامات استفهام حول حساب الفدية ” بيتكوين” الخاص بالمهاجمين، الأمر الذي جعل من الصعب عليهم سحب الأموال نقداً. وهذا بدوره يشير إلى أن الهدف الحقيقي من هجوم “وانا كراي” كان في إتلاف وتدمير البيانات. واكتشف خبراء كاسبرسكي لاب المزيد من الروابط ذات الصلة بحملة “لازاروس” وهجوم “وانا كراي”. وقد ظهر نمط هذه البرمجية الخبيثة المدمرة التي كانت متخفية على شكل فدية مجدداً في هجوم “ExPetr”.
_ ظهرت حملة “ExPetr”، التي تستهدف المؤسسات في أوكرانيا وروسيا وغيرها من الأماكن في أوروبا، على أنها هجمة فدية خبيثة، ولكن سرعان ما بدت على أنها ذات تأثير مدمر. ولايزال الدافع وراء هجمات “ExPetr” غير معروف. وقد تمكن خبراء كاسبرسكي لاب من التوصل إلى صلة ارتباط ضعيفة نسبياً بالعوامل الكامنة وراء التهديد المعروف باسم “Black Energy”.
“نحن ندرك منذ أمد بعيد مدى أهمية الحصول على استخبارات التهديدات العالمية الفعلية ودورها في تقديم العون للجهات المعنية في الدفاع عن والحفاظ على أمن الشبكات المهمة والحيوية. ولانزال نشهد تطور أسلوب و وسائل المهاجمين الشرسين دون أي اعتبار لسلامة الإنترنت ولأولئك الذين يعملون في المؤسسات والشركات الحيوية ويعتمدون عليها بشكل يومي.
وباعتبار أن التجسس الإلكتروني والتخريب والجريمة قد أصبحت من الظواهر المنتشرة على نطاق واسع، فمن المهم جداً للمدافعين أن يتحدوا معا ويتبادلوا المعرفة وآحدث المعلومات المستجدة لديهم من أجل الحصول على منصة دفاعية أفضل ضد جميع التهديدات.” قال وقال جوان أندريه غيريرو ساد، باحث أمني أول في فريق الأبحاث والتحليلات العالمي في شركة كاسبرسكي لاب،
ويلخص تقرير اتجاهات الهجمات المتقدمة المستمرة (APT) للربع الثاني النتائج التي توصلت إليها تقارير كاسبرسكي لاب حول استخبارات التهديدات المتوفرة للمشتركين فقط. خلال الربع الثاني من العام 2017، قام فريق الأبحاث والتحليلات العالمي في كاسبرسكي لاب بإعداد 23 تقريراً خاصاً للمشتركين، مدعومة ببيانات عن مؤشرات الاختراق الأمني “IOC” وأنظمة “YARA” الصارمة، وذلك للمساعدة في عمليات الفحص الجنائي وتصيّد البرمجيات الخبيثة.