الاقتصاد الرقمي في مصر يبلغ مستوى قياسياً عند 62 مليار جنيه في 2017
بات الاقتصاد الرقمي في مصر مهيّأ لبلوغ مستويات قياسية، في ضوء مساهمة التحول الرقمي الحاصل على مستوى الجمهورية في تحسين المعيشة اليومية للمواطنين وتعزيز ممارسة الأعمال التجارية للشركات والمؤسسات، وفق ما أعلنت اليوم شركات بارزة على هامش مشاركتها في فعالية “إنسباير مصر” التكنولوجية رفيعة المستوى، التي نظمتها الشركة العالمية الشهيرة في مجال التمكين الرقمي “إس إيه بي”.
وتشير أرقام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أن قيمة الاقتصاد الرقمي في مصر تبلغ حالياً 56 مليار جنيه، يُتوقع أن تصبح عند 62 مليار جنيه العام الجاري بنمو قدره 10 بالمئة. ويُنتظر أن تكون الشركات الصغيرة والمتوسطة أحد محفزات النمو الاقتصادي الزاخر بالأوجه التقنية في البلاد، لا سيما مع تلقي 150 ألف مشروع متناهي الصغر و15 ألف شركة صغيرة قروضاً من الصندوق الاجتماعي للتنمية التابع للأمم المتحدة تجاوز مجموعها ثلاثة مليارات جنيه.
وفي هذا السياق، ترى شركة القلعة (كود البورصة المصرية CCAP.CA)، الشركة الرائدة في استثمارات البنية التحتية والطاقة في مصر وإفريقيا، أن الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، التي يشهد اقتصادها تحسناً ملحوظاً، سوف يساهم في تعزيز النمو. وقال أحمد عبد الستار، رئيس قطاع تقنية المعلومات في المجموعة، إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص “ضرورية لإحداث التحول الرقمي المنشود في مصر على الصعيد الوطني، لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي وبيئي مستدام”، وأضاف: “حققت شركة القلعة نجاحاً باهراً في مجال التحول الرقمي، ونحن حريصون على تبادل أفضل الممارسات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص في مصر لدفع عجلة التنويع الاقتصادي في البلاد وتحسين القدرة التنافسية الوطنية”.
واستطاعت شركة القلعة أن تطور عملياتها التكنولوجية كما تقوم بالإعداد الفوري الالكتروني للتقارير المالية والحصول مباشرة على النتائج الواردة من تحليل بيانات الأعمال التجارية، وذلك باللجوء إلى الحلول التكنولوجية العاملة على منصة “هانا” من “إس إيه بي” الخاصة بالحوسبة داخل الذاكرة.
واستطاعت شركة القلعة القابضة تبسيط عملياتها التكنولوجية كما تقوم بتحسين الإعداد الفوري للتقارير المالية والحصول مباشرة على النتائج الواردة من تحليل بيانات الأعمال التجارية لحظة بلحظة، وذلك باللجوء إلى الحلول التكنولوجية العاملة على منصة “هانا” من “إس إيه بي” الخاصة بالحوسبة داخل الذاكرة.
ومن جانبها، قالت شركة “إي أو أتش”، إحدى الشركات المصرية المختصة في تمكين التحول الرقمي، وهي جزء من شركة “أريتي غلوبل”، إن السحابة سوف تقدّم رؤىً جديدة للأعمال التجارية وتساهم في إحداث التحول في تجربة المواطنين والمتعاملين، لا سيما لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدة أن الخدمات السحابية “سوف تتماشى مع استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعام 2030، التي وضعتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من أجل إتاحة المزيد من فرص النمو أمام الشركات من جميع الأحجام والأقسام”.
وأضافت الشركة على لسان إسلام يوسف، رئيس التقنية في “إي أو أتش””: “ترغب الشركات المصرية في الحفاظ على قدرتها التنافسية في ظلّ الاقتصاد الرقمي، وفي هذا الإطار نجد أن الشركات العاملة في قنوات التوزيع، مثل “أريتي غلوبل” تساعد الشركات، لا سيما الصغيرة والمتوسطة، على تبني الحلول السحابية التي تمكّنها من الوصول إلى القدرات التنافسية نفسها التي تحظى بها الشركات والمؤسسات الكبيرة. ونحن نتبادل الأدوات الذكية والموارد العالمية من أجل أن تتمكن الشركات المصرية من بناء المستقبل”.
وفي سياق متصل، أعلنت “إس إيه بي” عن تعيين مدير عام جديد للشركة في السوق المصرية، في إشارة إلى قوة الاقتصاد الرقمي في البلاد. وسوف يتولى الخبير في تكنولوجيا المعلومات، المهندس شريف مرقص، منصب المدير العام لشركة “إس إيه بي” في مصر، وذلك تتويجاً لخطة استثمارية جديدة في السوق المصرية كشفت عنها اليوم على هامش فعالية “إنسباير”.
ويتمتع المهندس مرقص، المقيم في القاهرة، بأكثر من 20 عاماً من الخبرة في حقول التكنولوجيا، وسوف يعمل تحت إشراف جرجي عبود، المدير التنفيذي للخليج وشمال إفريقيا والمشرق العربي وباكستان لدى عملاقة برمجيات الأعمال العالمية. وبهذه المناسبة، قال مرقص إن الاقتصاد المصري “يشهد تحسناً يُنتظر معه أن تكون سنة 2018 مهمة في مسيرة التحول الرقمي للشركات”، وأضاف: “يؤكد نجاح فعالية “إنسباير مصر” التزام “إس إيه بي” بدعم الشركات المصرية بأفكارٍ جديدة، واستراتيجياتٍ عملية، ودراساتٍ لحالات نجاح حقيقية، علاوة على التزامها بالشراكة مع المؤسسات العامة والشركات الخاصة والجهات التعليمية، لتمكين قوى العمل في مصر من أدوات النجاح في المستقبل”.
الاستثمار في المواهب الشابة المصرية
وأطلق معهد “إس إيه بي” للتدريب والتطوير برنامج “وينوڤيت للتفكير في التصميم”، الذي يهدف إلى تضمين ثقافة الابتكار في الشركات والمؤسسات، وذلك في إطار دعم الاقتصاد الرقمي المصري والابتكار في مجال الأعمال التجارية. كما يدعم المعهد الشراكة مع المؤسسات التعليمية والشركات الناشئة، وقد أقام حديثاً في هذا الإطار شراكة ضمن برنامج “الدراسة المزدوجة” مع الجامعة الألمانية بالقاهرة.
وأشاد عبود بالسمات القيادية التي يتمتع بها مرقص ومعرفته المتعمقة بالتحديات والفرص الماثلة أمام الشركات المصرية في مسيرتها نحو التحول الرقمي، وقال: “تشكل فعالية “إنسباير مصر” منطلقاً لتبادل أفضل الممارسات بين الشركات المصرية، واغتنام الفرصة للدفع بنماذج تجارية جديدة وتدريب الموظفين على الابتكارات التقنية”.
وناقش مئات من صانعي القرار في مصر من مختلف القطاعات العامة والخاصة والأكاديمية والاستثمارية، خلال فعالية “إنسباير مصر”، مستقبل الابتكار في مجال الأعمال التجارية وتمكين الشركات الناشئة من أدوات التحول الرقمي، واطلعوا على أحدث التقنيات السحابية في مجالات الذكاء الاصطناعي، وقواعد البيانات الكتلية الموزعة “بلوك تشين”، وقدرات الآلات على التعلم، وإنترنت الأشياء، فيما أتيح أمام جميع المشاركين مجال واسع للتواصل مع نظرائهم.