إطلاق أول عقار معتمد في مصر كعلاج خط ثاني لسرطان المعدة
ما زال سرطان المعدة خامس أنواع السرطان الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، وعلى الرغم من انخفاض إجمالي معدل الوفيات نتيجة انخفاض معدل الإصابة بالمرض، ما زال سرطان المعدة ثالث الأسباب الأكثر انتشارًا للوفاة المبكرة بسبب السرطان على مستوى العالم.
هذا ما أكده الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ طب الأورام ومدير وحدة الأبحاث في قسم الأورام بكلية طب جامعة القاهرة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته شركة “ليللي” بالتعاون مع المؤتمر الدولي لأورام الجهاز الهضمي والكبد وأورام المسالك البولية، والذي يعد إحدى فعاليات الجمعية الدولية للأورام.
وكشف عبد القادر عن إطلاق عقار راميوسيروماب الذي يعد أول عقار يستخدم كخط ثاني لعلاج سرطان المعدة يتم اعتماده في وكالات الدواء الدولية وفي مصر.
وقامت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية(FDA)، بتخصيص اجراءات استثناءيه للتعجيل بمراجعة الابحاث العلمية التي تم إجراءها وتم إعتماده، علمًا بأن هذه الإجراءات يتم تخصيصها فقط للأدوية التي تنجح في علاج الأمراض النادرة والتي تقدم قيمة علمية واكلينيكية كبيرة مقارنةً بالعلاجات المتاحة، وحصل راميوسيروماب على اعتماد هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، في إطار برنامجها لمراجعة الأدوية ذات الأولوية (الإجراءات السريعة)، وذلك بالإضافة إلى اعتماد وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) له.
وقال د. فؤاد أبو طالب، أستاذ ورئيس قسم طب الأورام بكلية طب جامعة الزقازيق:”يعد سرطان المعدة مرضًا شديد الخطورة، حيث أن معدلات الشفاء أو البقاء بعد التشخيص بالإصابة تعد ضئيلة جدا. في مصر، إذا قمنا بتطبيق معدلات الإصابة حسب العمر بناء على التعداد السكاني لسنة 2013 والتوقعات المستقبلية الخاصة بزيادة السكان، سنجدأن التوقعات تشير إلى زيادة تراكمية في عدد حالات سرطان المعدة،
والتي سترتفع من 1.7% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان عام 2013 لتصل إلى 2.6% عام 2025 (أي زيادة بحوالي 1.5 ضعف) و5.1% عام 2050 (أي زيادة بحوالي 3 أضعاف). وبالنسبة للعلاجات الحالية،ففاعليتها محدودة، أما اليوم، فسوف يمنح راميوسيروماب قيمة إكلينيكية إضافية للمرضى، وذلك من خلال طريقة عمله كعلاج موجه ليسد فجوة العلاجات الحالية.”
وصرح د. هشام الغزاللي، استاذ علاج الأورام و مدير مركز الابحاث بكلية طب جامعة عين شمس، ورئيس الجمعية الدولية للأورام “هناك مجموعة مختلفة من الأعراض المصاحبة لسرطان المعدة. وعادة ما تكون أعراض لا نوعية ولكن الكشف المبكر مهم للغايةحيث يبلغ معدل بقاء المرضى على قيد الحياة 71% في المرحلة الأولى من الإصابة بالمرض، مقارنةً بالمرحلة الثانية التي يبلغ معدل بقاء المرضى فيها 57% فقط.
وقد تشمل الأعراض المصاحبة التعب، والشعور بالانتفاخ بعد الأكل، أو الامتلاء بعد تناول كميات بسيطة من الطعام، والحرقة الشديدة والمستمرة في فم المعدة، وعسر الهضم الشديد، والغثيان المستمر بدون سبب، وآلام المعدة، والقيء المستمر، وخسارة الوزن دون السعي لذلك”.
وأوضح د. هشام الغزالي أن عاملي الخطورة الأساسيين للإصابة بسرطان المعدة هما تاريخ الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي والسمنة. وتشمل عوامل الخطورة الأخرى: النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الملح والطعام المدخن، وتناول كميات قليلة من الفاكهة والخضروات وتناول الطعام الذي يحتوي على فطر “ألفاتوكسين”، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة، والعدوى ببكتريا المعدة الحلزونية، والتهاب المعدة طويل المدى، وفقر الدم الخبيث، والتدخين، والتهاب المعدة السليللي.
ونوه د. محمد عبد الله، أستاذ طب الأورام الإكلينيكي بكلية طب جامعة القاهرة: “تعتمد خيارات العلاج على مرحلة تطور المرض، وصحة المريض وما يفضله بوجه عام. ويعتبر الاستئصال الجراحي للورم هو العلاج الشافي الوحيد لسرطان المعدة، بينما يهدف العلاج الدوائي إلى إطالة فترة بقاء المريض وتحسين جودة حياته، وذلكإذا كانت حالته تسمح بتناول هذه العلاجات.”
وأوضح د. نيلز هومان، مدير القسم الطبي الثاني (طب الأورام والجهاز الهضمي) في مستشفى فولفسبورج الألمانية، بجامعة هانوفر الطبية “إن عقار راميوسيروماب المعتمد من هيئة الأغذية والأدويةالأمريكية، في إطار برنامجها لمراجعة الأدوية ذات الأولوية (الإجراءات السريعة)، يتم إستخدامه كعلاج أحادي او ثنائي مع عقار باكليتاكسيل، والذي إعتمدته وكالة الأدوية الأوروبية بعد ذلك، و قد تم إعتماده لعلاج هذا النوع من الأورام السرطانية في المرضى البالغين المصابين بسرطان المعدة المتقدم أو السرطان الغدي الذي يصيب مكان التقاء المعدة والمريء بعدتقدم الحالة المرضية او الانتكاسب الرغم من اتباع العلاج الكيميائي كخط أول”.
مشيرًا إلى أن عقار راميوسيروماب لا يعتبر علاج كيميائي ولكنه من العلاجات الموجهةالحديثةالتي تعمل على تثبيط نمو الأوعية الدموية المغذية للورم وبالتالي منع أوالحد من نموه و انتشاره.
وأوضح د. هومان “بناءً على نتائج دراستين كبيرتين في المرحلة الثالثة: RAINBOW و REGARD والبيانات الخاصة بأكثر من 3000 مريض شاركوا في هاتين الدراستين، حقق عقار راميوسيروماب، سواء احادياً اوبإضافته لعقار باكليتاكسيل، نجاحًا كبيرًا في إطالة متوسط معدل البقاء عمومًا للمرضى بالمقارنة بالعلاج الكيميائي، فقد سجل راميوسيروماب نتائج إكلينيكية غير مسبوقة خاصة بالاشتراك مع عقار باكليتاكسيل، حيث اعتبرته هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أول علاج ينجح فى الوصول إلى هذهالنتائج كخط ثاني لعلاج سرطان المعدةبالإضافة الى تحسين حياتهم وحالتهم في رحلتهم مع المرض”.
قال د. سمير شحاتة، أستاذ ورئيس قسم طب الأورام الإكلينيكي بكلية طب جامعة أسيوط: “بعد تسجيل راميوسيروماب في مصر، تعد الخطوة الثانية هي الدعم الفعال لهذا التطور العلاجي، وذلك لتحسين جودة حياة المرضى ورفع معدلات البقاء عن طريق تنظيم لقاءات وورش عمل لتثقيف شباب الأخصائيين، ومن خلال تضافر الجهود لحشد الأطباء ووزارة الصحة والمنظمات المجتمعية للمشاركة في هذه اللقاءات.” وأضاف:”وبعد أن كانت العلاجات السابقة تتطلب حجز المرضى بالمستشفى لتلقي العلاج، جاء هذا العقار الموجه ليسمح للمرضى بإستكمال حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان”.
وقال أوكزان أوزدوجان، المدير العام لشركة إيللي ليللي مصر:”يشهد اليوم إنجازًا هامًا في علاج سرطان المعدة المتقدم في مصر، حيث يحظى المرضى والأطباء حاليًا بعقار معتمد يتم استخدامه تحديدًا كخط علاج ثاني لهذا المرض المستعصي، ونفخر بمواصلة إلتزامنا بدعم مرضى السرطان وكل من يهتم برعايتهم. وتعكف شركة ليللي على تطوير وتقديم أدوية مبتكرة يمكنها تحقيق فرق كبير للمرضى والأطباء، ونعمل أيضًا على إطلاق علاجات حديثة تناسب إحتياجات مختلف الحالات المرضية بأسرع وقت ممكن لمساعدة هؤلاء المرضى بإعتبارنا شريكًا لهم في رحلة مكافحة المرض”.