أكد الخبراء المشاركون في جلسة تأمين الحدود والموانئ والمطارات والأساليب والأدوات التكنولوجية المستخدمة في ذلك، خلال فعاليات معرض ومؤتمر Cairo ICT 2017 ، إن التدريب على التعامل مع التطورات التكنولوجية الحديثة هي أولوية لابد من تنفيذها بعد تسليح الموانئ المصرية بأحدث أنظمة الأمن والحماية من التهديدات، التي تواجه هذا القطاع.
قال المهندس وليد فؤاد، رئيس شركة سفران مصر، والذي قام بإدارة النقاش خلال الجلسة، إن تأمين الحدود والبوابات في الموانئ والمطارات وعلى المستوى البري أيضاً يعتبر عنصر ضروري لحماية الأمن القومي للبلاد، نظرًا لما تتعرض له من مخاطر، مثل دخول المواد المتفجرة وأعمال الإرهاب والاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية وأعمال التهريب، وهو ما يكلّف الدول استثمارات كبيرة لتطوير أنظمة التأمين على البوابات الحدودية البرية والجوية والبحرية، وعلى سبيل المثال تنفق الولايات المتحدة الأمريكية نحو 264 مليار دولار سنويًا على تطوير الأجهزة والمعدات، التي تستخدمها الجهات الأمنية في هذا الصدد، مشيراً إلى أن حجم الإنفاق المصري على هذه الحلول زاد خلال العام الجاري بنسبة 20% عن العام السابق.
وقال جوهان ألكسندر، مدير حلول الأمن والدفاع بشركة فوجيتسو، إنه على الرغم من الاستثمارات الضخمة، التي تنفقها الدول لتأمين بواباتها الحدودية في الجو والبحر والبر، إلا أن مازل هناك العديد من الأعمال غير المشروعة، التي تحدث عبر تلك البوابات، مثل تنقل شخصيات عديدة بين الدول بشكل غير شرعي، وبالتالي فإن بسبب غياب ثقافة التعامل مع هذه التطورات، الأمر الذي يتطلب إلى ضرورة وجود منهج يتسم بالمرونة والديناميكية ليتواكب مع التطورات التكنولوجية، التي تحدث في هذا المجال.
ومن جهته، قال المهندس حسن أبوخطوة، مدير شركة NEC مصر، إن أي مواطن يبحث عن الأمان أثناء التنقل بين الدول وبعضها، وبالتالي فإن كثرة الإجراءات الأمنية وتعدد أفراد الأمن في المطارات والموانئ من المتوقع أن ينقل للراكب حالة من عدم الاستقرار الأمني وخاصة أن نسبة كبيرة من العملية الأمنية داخل المطارات والموانئ تنتقل عن طريق الإحساس، وبالتالي فإن الاعتماد على التطورات التكنولوجية الحديثة يعتبر حل مثالي لتوصيل إحساس للمسافر أن عوامل الأمان متاحة طوال الوقت.
وكشف عن أن هناك أدوات تكنولوجية عديدة يتم الاعتماد عليها حاليًا في مطارات مصر مثل قارئ بصمة الوجّه، التي يتم من خلالها قراءة أوجه الشخصيات المسافرة بمجرد دخولهم المطار، فضلا عن بصمات اليد، التي تلبي نفس الغرض بطريقة مختلفة، مشيرًا إلى أن هذه العوامل تساعد الجهات الأمنية على رصد كافة المتواجدين في المطار وبالتالي فتح البوابات أمام من له الحق في الدخول إلى منطقة معينة داخل المطار أو رفض من ليس لهم هذا الحق.
ولفت إلى أن مطارات دبي تعتمد على أجهزة تقوم برصد كل تحركات الأشخاص الأجانب حتى بعد خروجهم من المطار وتنقلاتهم داخل الدولة، وإن هذه النوعية من الأجهزة هي، التي قامت بالكشف عن جرائم عديدة.
وقال الدكتور محمود الشريف، مدير عام شركة فالكون، إن أحداث 11 سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، غيرت مفاهيم التأمين لدى كل دول العالم وخاصة بعد اختراق أكبر دولة في العالم وأكثر الدول من الناحية الأمنية، كما أن حادث تفجير طائرة شرم الشيخ الروسية جعل السلطات المصرية ترفع درجة التأمين في المطارات والموانئ البرية والبحرية من خلال الاعتماد على أنظمة تكنولوجية تحرص الدولة على اقتنائها لعدم تكرار مثل هذه الجرائم، ولكن الأمر لا يقف عن هذه الجريمة بل هناك جرائم أخرى يمكن ارتكابها عن طريق البوابات الحدودية مثل تجارة البشر وتهريب المخدرات والإرهاب وغيرها من الجرائم.
وأوضح مدير فالكون أن البوابات الأمنية المستخدمة حالياً في الموانئ المصرية تعتمد على ثلاث مراحل الأولى هي عملية المسح الضوئي عن طريق إشارة تسمى X وتقوم بمسح الحقائب مسح شامل عن دخول المطار، ثم نقطة تفتيش الحقائب في المرحلة الثانية وتحتوى على أجهزة رباعية المولدات لعمل مسح ثلاثي الأبعاد 3D للحقائب وكل المتعلقات، وفي المرحلة الثالثة تتعرض الحقائب للمسح أيضًا عن طريق أجهزة تسمى CT تشبه أجهزة الأشعة المقطعية المستخدمة في المجال الصحي وتقوم هذه الأجهزة برصد كل محتويات الحقيبة قبل دخولها باطن الطائرة، مشيرًا إلى أن وجود هذه الأجهزة والمعدات هو أمر ضروري ولكن الأهم من ذلك هو تدريب العنصر البشري على الاستخدام الأمثل لها لرفع درجة التأمين داخل المطارات والموانئ.
واتفق معه في الرأي المهندس عمرو شديد، المدير العام بشركة “كايرو كوم سيستيم”، مؤكدًا على ضرورة تدريب الكوادر البشرية العاملة في المجال الأمني داخل الموانئ البرية والجوية والبحرية على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في رصد المخالفات والجرائم داخل هذه الموانئ، مشيرًا إلى أن مصر من الدول المستهدفة من أعمال الإرهاب وهو ما أثبتته الأيام السابقة بعد حادث مطار شرم الشيخ.
وأشار إلى أن الشركة انتهت مؤخراً من تركيب أحدث أنظمة التأمين وأهمها وجود 520 كاميرا مراقبة داخل المطار تعمل بتقنية 7K ، التي تستطيع الرصد على مسافات بعيد والإضاءة في فترات الليل بجودة 30 ميجا بيكسل، كما أن هذه النوعية من الكاميرات تستطيع التسجيل لمدة 90 يوما، وهو ما جعل المنظمة الدولية للنقل الجوي تؤكد أن مطار شرم الشيخ من أكثر المطارات من الناحية الأمنية على مستوى العالم.